لم ادرك بأن في روعة صحراء الحب لن احصل حتى على قطرة ماء مالح

ايا ليتني اصلي في عينيك إماما لمفاتنك ومحاسنك وارفع الدعوات واسأل العون ان انتهي من تسكعي وعطشي .. وعساني اشرب كأسا من زمزم كعبك

هنا على السرير البالغ طوله اقل من متران

انا وهاتفي نتلقى الوهم.. نتواصل لكن كلانا وحيدان

تعب السرير على حملي.. وبات لا يشعر بالاطمئنان

يسألني السرير الى متى .. اصبر يا سرير فنحن

انت تعبت من حملي وانا من حمل الهموم تعبان

اعيش في غرفة طولها خمس امتار وعرضها مترا

لها نافذة وباب وفيها طاولة وبراد صغير وسخان

وخزانة ملابس وسلة قمامة وايضا سريران

معي في الغرفة صديقين وهما ايضا هنا تائهان

احدهما مريض والآخر يقضيها نائما لكنهما لطيفان

هنا المانيا ليس هنا خائف وليس هنا جبان 

وليس هنا سيد او سئ ولا مجرم ولا كافر كله يبرر بكلمة سكران

هنا نلبس  ونأكل كل شئ ولا نعرف معنى الحرمان

لكن اعيش وحيدا بعيدا عن ذلك المكان عامودا حيث كنت رجلا امتلك الايمان

وكنت اعمل بنشاط وجد وقوة وتفان

لم يكن اسمي لاجئا كان لدي غرفة ووالدان

واخوة واخوات وحديقة وزائرين واصدقاء وجيران

ونهر جاف وكلب كان اسمه شير ومجموعة خرفان

وحليب من يد امي كل صباح يشعرني بالامان

وشجرة تفاح واخرى سفرجل وزيتون وتين ورمان

وبعض الورود تزين الحديقة ونعناع وريحان

وفراشات ونحل هربت مؤخرا ..غيمة سوداء عمت المكان

دم هدر، حق ضاع ،سرق بيت لم يعد هناك امان

عم الغلاء والفقر ،الفوضى اضعفت الايمان

الهدف بات حلما بعيدا كالارض والسماء لا ينطبقان

تشتت الحديقة بفعل الرياح ورائحة الظلم غلبت الريحان

ابكيك مؤمنا كان صالحا واليوم دمرته ايها الزمان

اشكوك لربي وشكوتي مرفوضة .. فمتى كانت تقبل شكوة السكرا

لا تسئ فهمي يا رباه ما ضعف في قلبي الايمان

انما انا ضعيف فزدني هدى وانا مذنب ومنك الغفران

ربي لست قادرا ان امسح دموع قلبي ترأف بقلبي فأنت الرحمن

   لي امنيات انت تدركها واستودعك قلبا يملأه الحنان